كتب: عمر علي
في زمن تزداد فيه الضغوط اليومية والتوتر المستمر، أصبح البحث عن حلول طبيعية لتحسين المزاج والتركيز وجودة النوم أمرا شائعا بين كثير من الناس. ولعل أبرز هذه الحلول تأتي من الطبيعة، وتحديدا من عالم الأعشاب الطبية. وفي مقدمة هذه الأعشاب نجد ثلاث نجمات لامعة: الجنكة بيلوبا، الاشواغاندا، وعشبة القديسين.

كل من هذه الأعشاب تمتلك خصائص فريدة تدعم الصحة النفسية والعقلية بشكل ملحوظ، ولكن استخدامها لا يناسب الجميع.
في هذا المقال، نستعرض فوائد هذه الأعشاب، الجرعات المناسبة، التحذيرات، ومن هم الأشخاص الذين يمنع عليهم استخدامها.
اولا: عشبة الجنكة بيلوبا – طاقة الذاكرة والوعي
ما هي الجنكة بيلوبا؟
الجنكة هي شجرة قديمة جدا تعود أصولها إلى الصين، وتعد من أقدم الأشجار على وجه الأرض. يتم استخدام أوراقها في صناعة مكملات غذائية لتحسين وظائف الدماغ والدورة الدموية.
فوائدها:
تحسين التركيز والذاكرة
تعمل على تعزيز تدفق الدم إلى الدماغ، مما يساعد في زيادة التركيز وتقوية الذاكرة، خاصة عند الطلاب وكبار السن.دعم مرضى الزهايمر والخرف البسيط
تشير بعض الدراسات إلى أنها تساهم في تقليل التدهور العقلي البسيط.غنية بمضادات الأكسدة
تحتوي على مركبات نباتية قوية تحمي الخلايا من التلف، وتدعم صحة القلب والدماغ.التقليل من الدوخة وطنين الأذن
عن طريق تحسين الدورة الدموية، يمكن أن تساعد في التخفيف من أعراض مثل الطنين.
الجرعة:
120 إلى 240 ملغ يوميا، مقسمة على جرعتين بعد الطعام.
من يمنع من استخدامها؟
من يتناولون أدوية مميعة للدم مثل الأسبرين أو الوارفارين.
من سيخضعون لعملية جراحية خلال أسبوعين.
الحوامل والمرضعات.
مرضى الصرع أو من لديهم تاريخ للنوبات.
ثانيا: الاشواغاندا – عشب الهدوء وقوة الأعصاب
ما هي الاشواغاندا؟
نبتة هندية تقليدية تعرف باسم “الجينسنغ الهندي”، وتستخدم في الطب الأيورفيدي منذ قرون طويلة. تصنف كعشبة تكيفية تساعد الجسم على التكيف مع الضغوط النفسية والجسدية.
فوائدها:
خفض مستويات التوتر والقلق
تقلل من هرمون الكورتيزول، مما يساعد على تحسين المزاج وتخفيف التوتر.تعزيز جودة النوم
تهدئ الجهاز العصبي وتساعد في الحصول على نوم أعمق وأكثر راحة.زيادة هرمون الذكورة والطاقة الجنسية
خاصة لدى الرجال الذين يعانون من ضعف عام أو إرهاق مزمن.المساهمة في بناء العضلات
تدعم الأداء الرياضي وتزيد من الكتلة العضلية مع التمرين.تحفيز الغدة الدرقية
تشير بعض الأبحاث إلى دورها في تحسين نشاط الغدة لمن يعانون من خمول بسيط.
الجرعة:
300 إلى 600 ملغ يوميا، يفضل أخذها بعد الطعام، ويمكن الاستمرار عليها من شهر إلى ثلاثة أشهر.
من يمنع من استخدامها؟
الحوامل والمرضعات.
مرضى فرط نشاط الغدة الدرقية.
من يتناولون أدوية نفسية أو مهدئات.
من يعانون من انخفاض ضغط الدم بشكل ملحوظ.
ثالثا: عشبة القديسين – مضاد الاكتئاب الطبيعي
ما هي؟
عشبة القديسين، وتعرف أيضا باسم “الهايبركوم”، نبتة أوروبية تقليدية تستخدم لعلاج الاكتئاب الخفيف والمتوسط. تصنف كمضاد اكتئاب طبيعي بفضل تأثيرها على كيمياء الدماغ.
فوائدها:
علاج الاكتئاب الخفيف والمتوسط
تساهم في رفع مستوى السيروتونين والدوبامين، وهما من المواد المسؤولة عن تحسين المزاج.التقليل من القلق والتوتر
تستخدم كمهدئ طبيعي يساعد على تهدئة الأعصاب.تحسين جودة النوم
خصوصا للأشخاص الذين يعانون من الأرق بسبب القلق أو اضطراب المزاج.بديل طبيعي لبعض الأدوية النفسية
في بعض الدول الأوروبية توصف عشبة القديسين كبديل عن مضادات الاكتئاب الكيميائية في الحالات البسيطة.
الجرعة:
تتراوح بين 300 و500 ملغ يوميا، ويُفضل تناولها في الصباح.
من يمنع من استخدامها؟
من يتناولون أدوية نفسية مثل مضادات الاكتئاب أو مثبتات المزاج.
النساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل.
من يتناولون أدوية القلب أو السرطان أو فيروس نقص المناعة.
الحوامل والمرضعات.
هل يمكن استخدام الأعشاب الثلاثة معا؟
في بعض الحالات، يمكن الجمع بينها ولكن بحذر:
الجنكة مع الاشواغاندا: تركيبة جيدة لتحسين التركيز وتهدئة الأعصاب، بشرط البدء بجرعات منخفضة.
الاشواغاندا مع القديسين: قد تسبب خمولا أو نعاسا زائدا، خصوصا عند استخدامها ليلا.
الجنكة مع القديسين: لا ينصح بها دون استشارة طبية بسبب احتمال تفاعلها مع أدوية كثيرة.
نصائح مهمة قبل الاستخدام:
استشر الطبيب أو الصيدلي قبل البدء بأي مكمل عشبي، خاصة إن كنت تتناول أدوية.
لا تستخدم أكثر من عشبة في نفس الوقت دون معرفة تامة بالتفاعلات.
لا تفرط في الجرعة، لأن الأعشاب وإن كانت طبيعية، فقد تسبب آثارا جانبية إذا استخدمت بشكل خاطئ.
اشتر من مصادر موثوقة وتحقق من جودة المنتج.
ختامة
الأعشاب الطبية مثل الجنكة بيلوبا، والاشواغاندا، وعشبة القديسين ليست مجرد مكونات نباتية عابرة، بل هي كنوز حقيقية أثبتت فعاليتها في دعم الصحة النفسية والعقلية بطرق طبيعية.
لكن على الرغم من فوائدها العظيمة، يجب ألا نغفل عن أهمية استخدامها بحذر. فكل جسم يختلف عن الآخر، وما يناسب شخصا قد لا يناسب غيره. لذلك، يجب أن يكون التعامل مع هذه الأعشاب مبنيا على فهم علمي واستشارة طبية في حال وجود أمراض مزمنة أو استخدام أدوية أخرى.
من المهم أيضا أن ندرك أن الأعشاب ليست بديلا سحريا عن نمط الحياة الصحي، بل هي مكمل يدعم العقل والجسم عندما يستخدم بشكل متزن إلى جانب النوم الجيد، والتغذية المتوازنة، وممارسة الرياضة، وإدارة التوتر بوعي.
إذا كنت تفكر في إدخال هذه الأعشاب إلى روتينك اليومي، فابدأ بعشبة واحدة فقط، وراقب تأثيرها على حالتك النفسية والجسدية. اقرأ جيدا عن الجرعة المناسبة، وتأكد من مصدر المكمل الذي تختاره.
ولا تنس أن الجودة هي الأساس، فاختيار منتج طبيعي وآمن من شركة موثوقة يصنع الفرق الحقيقي.
وفي النهاية، الطريق إلى صحة أفضل يبدأ بخطوة وقرار، فلا تتردد في الاستثمار في صحتك النفسية والعقلية، فهما رأس المال الحقيقي لحياتك اليومية وجودتك الشخصية.